Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

فـتح القريب الـمجـيـب | في أركان الصلاة 1

 بـسم الله الرحـمن الـرحـيـم
فصل في أركان الصلاة  وتـقدم مـعـنـى الصلاة لغة وشرعا, (وأركان الصلاة ثـمـانـيـة عشر ركـنـا)؛  أحدها : (الـنـيـة) وهي : قصد الـشـيء مـقـتـرنـا بـفـعـلـه, ومـحـلـها الـقلب. فإن كانـت الصلاة فـرضا وجـب
فصل في أركان الصلاة

وتـقدم مـعـنـى الصلاة لغة وشرعا, (وأركان الصلاة ثـمـانـيـة عشر ركـنـا)؛

أحدها : (الـنـيـة) وهي : قصد الـشـيء مـقـتـرنـا بـفـعـلـه, ومـحـلـها الـقلب. فإن كانـت الصلاة فـرضا وجـب نـيـة الـفـرضـيـة وقـصد فـعلها وتـعـيـيـنـها من صـبـح أو ظـهر مـثـلا, أو كانـت الصلاة نـفـلا ذات وقـت كـراتـبـة أو ذات سـبب كالاسـتـسقاء وجـب قصد فـعـلـه وتـعـيـيـنـه لا نـيـة الـنـفـلـيـة.

(و) الثانـي : (القـيـام مع القدرة) عليه, فإن عـجـز عن الـقـيام قـعد كـيـف شاء, وقـعـوده مـفـتـرشا أفضل.
(و) الثالث : (تـكبـيـرة الإحـرام) فـيـتـعـيـن على القادر بالـنـطق بـهـا أن يـقـول : الله أكـبـر, فـلا يصح "الرحمن أكـبـر" ونـحـوه, ولا يصح فـيها تـقـديـم الـخـبـر على الـمـبـتـدإ كـقـوله "أكبـر الله". ومن عـجـز عن الـنـطق بـهـا بـالـعـربـيـة تـرجـم عـنـها بأي لغة شاء, ولا يـعدل عنها إلى ذكـر آخـر. ويـجـب قـرن الـنـيـة بالـتـكـبـيـر, وأما الـنـووي فاخـتـار الاكـتـفـاء بالـمقارنـة الـعرفـيـة, [وهي أن يقرن ذلك الـمـسـتـحضر الـنـيـة بأي جـزء من الـتـكـبـيـرة ولو الـحـرف الأخـيـر] بـحـيـث يـعـدّ عرفا أنـه مسـتـحضـر للصـلاة.

(و) الرابـع : (قـراءة الفاتـحـة) او بدلـها لـمـن لا يـحـفـظهـا, فـرضا كانـت الصلاة أو نفلا (و"بسم الله الرحمن الرحيم" آيـة مـنـها) كاملـة. ومن أسقط من الفاتـحـة حرفا أو تـشـديـدة او أبـدل حرفا مـنـها بـحـرف لـم تـصـح قـراءتـه ولا صلاتـه إن تـعـمد, وإلا وجب عليه إعادة الـقـراءة. ويـجـب تـرتـيـبـها بأن يـقـرأ آياتـهـا على نـظمـها الـمـعـروف, ويـجـب أيضا مـوالاتـها بأن يصل بـعض كلـماتـها بـبـعض من غـيـر فصل إلا بـقـدر الـتـنـفس. فإن تـخلل الذكـر بـيـن موالاتـها قـطـعها, إلا أن يـتـعلق الذكـر بـمـصـلـحـة الصلاة كـتأمـيـن الـمأمـوم في أثـناء فاتـحـتـه لـقراءة إمامـه فإنـه لا يـقطع الـمـوالاة. ومن جـهـل الفاتـحـة وتـعذرت عليه لعدم مـعلم مثـلا وأحـسن غيـرها من القرآن وجـب عليه سبع آيات مـتـوالـيـة عوضا عن الفاتـحـة أو مـتـفـرقـة, فإن عـجز عن القرآن أتـى بـذكـر بدلا عنها بـحـيـث لا يـنـقص عن حـروفـهـا, فإن لـم يـحـسـن قرآنـا ولا ذكـرا وقـف قدر الفاتـحـة. وفي بعض النسخ : وقراءة الفاتـحـة بعد "بسم الله الرحمن الرحيـم" وهي آيـة منـها.

(و) الـخامس : (الركوع) وأقل فـرضه لـقـائـم قادر على الركـوع مـعـتـدل الـخـلـقـة سليـم يـديـه وركـبـتـيـه أن يـنـحـنـي بـغـيـر انـخناس قدر بلوغ راحـتـيـه ركـبـتـيـه لو أراد وضـعهما عليهما, فإن لـم يـقـدر على هذا الركوع انـحـنـى مقدوره وأومأ بـطـرفـه. وأكـمل الـركوع تـسـويـة الراكـع ظـهره وعنـقـه بـحـيـث يـصـيـران كـصـفـيـحـة واحدة ونـصـب ساقـيـه وأخذ ركـبـتـيـه بـيـديـه.

(و) السادس : (الـطمأنـيـنـة) وهي سكون بعد حـركـة, (فيه) اي الركوع. والـمصنف يـجـعل الـطـمأنـيـنـة في الأركان ركـنـا مـسـتـقـلا ومشـى عليه الـنـووي في الـتـحـقـيـق, وغـيـر الـمـصـنف يـجـعلـهـا هـيـئـة تابـعـة للأركان.

(و)السابع : (الرفع) من الركوع (والاعـتـدال) قائـمـا على الـهـيـئـة الـتـي كان عليها قبل ركـوعـه من قـيـام قادر وقـعـود عاجـز عن الـقـيام.


(و) الثامـن : (الـطمأنـيـنـة فـيـه) اي الاعـتـدال

(و) الـتاسـع : (الـسـجـود) مرتـيـن في كل ركعة. وأقلـه مباشـرة بـعض جـبـهـة الـمـصلـي مـوضـع سـجـوده من الأرض أو غيـرها, وأكـملـه أن يـكـبـر لـهـويـه للـسـجـود بلا رفع يـديـه ويـضع ركـبـتـيـه ثـم يـديـه ثـم جـبـهـتـه وأنـفـه.

(و) العاشـر : (الـطـمأنـيـنـة فـيـه) اي الـسـجـود بـحـيـث يـنال موضـع سـجـوده ثـقـل رأسـه. ولا يـكفـي إمـساس رأسـه مـوضع سـجـوده, بل يـتـحامل بـحـيـث لو كان تـحـتـه قـطن مثـلا لانـكـسـر وظـهر أثـره على يـد لو فـرضـت تـحـتـه.

(و) الـحادي عشر : (الـجـلوس بـيـن الـسـجـدتـيـن) في كل ركـعـة, سواء صلى قائـما أو مـضـطجـعا. وأقـلـه سكون بعد حـركـة أعضائـه, وأكـملـه الـزيادة على ذلك بالدعاء الـوارد فـيـه؛ فـلـو لـم يـجـلس بـيـن الـسـجـدتـيـن بل صار إلى الـجلـوس أقـرب لـم يصـح.

(و) الثانـي عشر : (الـطـمأنـيـنـة فيه) اي الـجـلوس بـيـن الـسـجـدتـيـن.

(و) الثالث عشر : (الـجـلوس الأخـيـر) اي الذي يـعـقـبـه السلام.

(و) الرابـع عشر : (الـتـشـهد فـيـه) اي الـجلوس الأخـيـر. وأقل الـتـشـهد : الـتـحيات لله, سلام عليك أيـها الـنـبـي ورحـمة الله وبـركاتـه, سلام عليـنا وعلى عباد الله الصالـحـيـن. أشـهد أن لا إلـه إلا الله, وأشـهد أن مـحمدا رسول الله

(و)الـخامس عشر : (الصلاة على النـبـي صلى الله عليه وسلم فيه) اي الـجـلوس الأخـيـر بعد الفراغ من الـتـشـهد, وأقـل الصلاة على الـنـبـي صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على مـحـمد. وأشـعر كلام الـمـصـنف أن الصلاة على الآل لا تـجب, وهو كـذلك بل هي سـنـة.

(و) السادس عشر : (الـتـسـلـيـمة الأولى) ويـجب إيـقاع السلام حال الـقـعود. وأقله : السلام عليكم مرة واحدة, وأكـمله : السلام عليكم ورحـمة الله مـرتـيـن يـميـنا وشـمالا.

(و) السابع عشر : (نـيـة الـخـروج من الصلاة) وهذا وجـه مـرجـوح, وقـيـل : لا يـجـب ذلك اي نـيـة الـخـروج, وهذا الـوجـه هو الأصـح.

(و) الثامـن عشر : (تـرتـيـب الأركان) حـتـى بـيـن الـتـشـهد الأخـيـر والصلاة على النـبـي صلى الله عليه وسلم فيه, وقـوله (على ما ذكـرناه) يـسـتـثـنـى منه وجـوب مـقارنـة الـنـيـة لـتـكـبـيـرة الإحـرام, ومـقـارنـة الـجـلوس الأخـيـر للـتـشـهـد والصلاة على الـنـبـي صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم

إرسال تعليق for "فـتح القريب الـمجـيـب | في أركان الصلاة 1"